Saturday 31 March 2012

مفجوع قصاصات ورق



هناك دائماً أمور تربط الناس فيما بينها.. ليس الدم هو العامل الوحيد.. فهناك الهوايات والميول.. والأفكار.. أنا أدون الليلة.. بعد مرور يومين على معرض أبوظبي الدولي للكتاب.. لا أكتب فيها نصائح كما فعلت قبل افتتاح المعرض.. ولا أكتب عن كتب اشتريتها أو ملاحظات حول المعرض.. فأنا لست في البلاد لأحضره هذا العام.. بل سأتحدث عن الكتاب والقراءة كرابط ألفة يربطني بالآخرين.. لهذا الرابط عدة مستويات.. لأنني عندما أقرأ أسمع لأفكار المؤلف.. وعندما أدردش عن كتاب قرأته مع من أحب فإن علاقتي تزداد بهم لأن الكتاب فتح موضوعا.. فتشعب بنا في كل مكان وزمان.. كما أن دائرة معارفنا تكبر.. خلال اليومين الماضيين.. تعرفت على عدد من الأشخاص.. لم أكن لأعرفهم لولا الكتاب وتويتر!! وفي الحقيقة أي نقاش حول كتاب ولو كان بسيطا على مستوى قصص المانجا يساهم في تكوين العلاقات و يتيح مجالا لمعرفة الآخر.. والمانجا فيها شيء من الفكاهة مما يلطِّف الأجواء.. ومن أجمل لحظات تكوين روابط من خلال قراءة الكتب.. تلك اللحظة التي تقرأ فيها لطفل.. وتبدأ لا إرادياً في إصدار أصوات وحركات بوجهك ليتفاعل الطفل معك فتعم بهجة و ألفة مشحونة بالعواطف.. هل تخيلت مثل هذه اللحظة؟؟ هل استمعت للأصوات والضحكات بكل ما تحتويه من مشاعر حب؟؟ اسمحوا لي أن أتحدث عن نوع آخر يجمعني بعزيز على قلبي.. من أكثر العوامل المشتركة بيننا.. ترك كل شيء والتوجه أولا للكتيبات والخرائط والكتب.. ومهما قرأت له ورفعت صوتي بالقراءة.. فإنه لن يسمعني.. إنه ابن أختي الأصم الذي تربيت معه.. واليوم كلما دخلت مكانا فإن أول ما أقوم به هو الإمساك بكتيب المكان /سواء أكان متحفاً أو متجراً أو مكتبةً/ ابتسم وأقول .. "هذي الطبيعة فيَّه وفيه!!"
أحمد شاب من ذوي الاحتياجات الخاصة.. مصوِّر من طراز خاص.. ومفجووووووع بتصفح كل شيء حتى ولو كانت قصاصة ورق أمامه!! وبرنامجه اليومي واضح.. إذا لم تصله جريدة الاتحاد تمام الساعة السابعة صباحاً فستجده قد هشَّم باب غرفة السائق!! أحبه لأنه لا يفوِّت أي فعالية أو حدث في الإمارات.. والحقيقة.. هو قابل كل الشخصيات المهمة في البلاد وتصور معهم.. هو نشيط عندما يريد.. وعندما لايريد فإنه أكثر خمولاً من الخمول ذاته..
ما الرابط بيني وبينه الآن؟؟
معرض الكتاب
أحمد لا يفوِّت افتتاحية المعرض.. حضرها كعادته.. وأعتقد أنه إذا سُمِحَ له.. فإنه سوف "يداوم" في المعرض -عادةً ما كنت أهرب منه قبل أن يكتشف أنني أنوي الذهاب للمعرض!! هذه السنة.. لم أهرب.. ولكنني سألت ماذا فعل أحمد..

..................

أحمد افتتح المعرض.. وصوَّر.. واشترى: ٦ مجلدات عن الوالد الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله.. ليس له.. وإنما هدية لمكتبة والده الجديدة في العين..

الصورتين لأحمد.. إعاقته واضحة.. غير أنه لايأبه لشيء عندما يتصفَّح أية مطبوعة.. صوَّرته في الصيف في مدينة برلين


لكم أن تقولوا ما شئتم..

No comments:

Post a Comment